تتقارب عقارب الساعة سيدتي لتُعلن لي
موعد الرحيل ...أمقتها تلك الدقات التي
تصنع ضجيجها في وسط رأسي وتحفر
فيه ثُقبًا يدفعني للدوار ...
لكن القلب أيتها الرائــعة لم يقتنع علي
الإطلاق أنكِ ستغـــــادرين ...لا ولا حتي
في لحظات السكـــون تجرأ أن يفعل ذلك..
تعبرني اليوم أيتها الغاليــــــة أحاسيس
من نوع لم أعهده طوال ســــــنيني تلك
التي قضيتها متسكعا أو هائما عبـــركل
مرافئ العالم وحيــــدا أو بصحبة غيري
أشعر اليوم بأني سأعيش غريبا مثلمــا
لم يحدث لي من قبل رغــم ما رأيت من
غربة ترهق كل الرجال ...
سأنتظركِ سيدتي مثلما ينتظر الطـــفل
حنان أُمه وكما تنتظر صغار الطيــــور
من يعطيها الغذاء ...
في كل مساء اعلمي أنني سأكون علي
شاطئ البحر مطلقا العنان لكل الأفكـــار
وكأنني سأستقبلكِ هناك كما كنتُ أفعــل
لكِ الله يا سيدةً لم أعرف برقتها امـــرأة
أخري ... وســــــتعرفين أنني وإن كنت
عـــــــرفت الكثير فما أروع منكِ عرفت
ولا لغيركِ يمكن أن تهــــــــتز من جديد
ولهات قلبي ...
حان موعد الســــــــفر سيدتي فاحزمي
متـــــــــــاعكِ ولا تلتفتي وراءكِ حتي لا
ترين دمــــــــــوعي تلك التي لا أرغبــكِ
أن تشاهدينها اليوم ...
ستمــــــــــــر الأيام صعبةً لا أُنـــكر ذلك
لكن موعــــــــــــد عودتكِ سيكون الدفئ
الذي يُذيب ثلوجي ...
ستعــــــــــــودين إلي في ربيع قــادم بلا
دمـــــــــــــوع في عينيكِ ولا عـــيني أنا
ستعـــــــــــــودين نغمةً رائـــــعة الأوتار
تعزف أجمل لحن لها ...
ستعـــــــــــــــودين أغاريد صبية يغطي
الفــــــــــــــرح كل قسمات جمـــــالها ..
فلا آه ستخـــــــــــــــرج مني اليــــــوم
ولا منكِ أيضا ...
حتما سنلتـــــــــــقي ... وبلا وداع فأنا
أكره ياسيــــــــــدتي كلمات الوداع تلك
التي تتكرر علي مسامعنــــــا باستمرار
وبطريقة لا تخلو من الإزعاج ...